أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

البروتوكول العلاجي الخاص بجلسات العلاج السلوكي المعرفي

البروتوكول العلاجي الخاص بنوبات الهلع


 دليل شامل لفهم جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT)


هل تساءلت يوماً كيف يساعد العلاج السلوكي المعرفي الناس في تجاوز القلق، الاكتئاب، والوسواس؟ ولماذا يعتبره الكثير من الأطباء والمعالجين النفسيين من أكثر الطرق فاعلية؟
في هذا الدليل العملي، سنأخذك في جولة داخل جلسات CBT بلغة واقعية وفصيحة، وبأسلوب يشبه البرامج التي تجعلك تفهم وتطبق، لا فقط تقرأ.



ما هو العلاج السلوكي المعرفي CBT؟


العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي يركز على العلاقة بين الأفكار، والمشاعر، والسلوك.

فكرته الأساسية؟


"طريقة تفكيرك تؤثر على شعورك، وشعورك يؤثر على سلوكك، وسلوكك يعزز أو يغير تفكيرك".
المعالج لا يكتفي بالاستماع فقط، بل يعمل معك على فهم أنماط تفكيرك، وتعديلها، ثم تطوير سلوكيات جديدة تجعلك تتعامل مع مشاكلك النفسية بطريقة واقعية ومريحة.


ماذا يحدث في جلسات العلاج السلوكي المعرفي؟


أولاً: بناء الأساس – التقييم والتشخيص


الجلسات الأولى لا تبدأ مباشرة في العلاج، بل يُبنى فيها الأساس:

علاقة مبنية على الثقة: يجب أن تشعر بالأمان مع معالجك، لأن العلاج يبدأ عندما تتكلم بصدق دون خوف من الحكم.


تقييم شامل لحالتك: يتعرف المعالج على مشكلتك النفسية، تاريخك، تجاربك، وحتى نمط حياتك.


تشخيص الحالة: هل تعاني من اضطراب قلق؟ اكتئاب؟ وسواس؟ المعالج يحاول أن يضع تعريف دقيق لحالتك بناءً على معايير علمية.


تثقيف نفسي: لن تبقى في الظلام، المعالج يشرح لك ما هو CBT، ولماذا يستخدم، وكيف يمكنه مساعدتك.


تحديد الأهداف: الهدف ليس "أريد أن أكون سعيد"، بل هدف واضح مثل: أريد أن أخرج من المنزل دون نوبة هلع خلال 30 يوم.



ثانياً: التدخل العلاجي – التغيير يبدأ من الداخل


هنا تبدأ رحلة التغيير الحقيقي، المعالج لا يعطيك حلول جاهزة، بل يساعدك على:

1. مراقبة الأفكار والمشاعر والسلوكيات

في كل موقف صعب تمر به، هناك فكرة في رأسك تولد شعور، وهذا الشعور يدفعك للتصرف.

مثلًا:
زميلي تجاهلني ← الفكرة: "أنا غير مهم" ← الشعور: "حزن أو غضب" ← السلوك: "تتجاهله ايضاً".
المعالج يعلمك كيف تفكك هذه السلسلة.

2. تحدي الأفكار السلبية

ليست كل فكرة في رأسك صحيحة، حتى لو بدت منطقية.
في CBT، تتعلم كيف تمسك الفكرة السلبية وتراجعها بأسئلة مثل:

هل هناك دليل قوي على هذه الفكرة؟
هل يمكن تفسير الموقف بطريقة مختلفة؟
ما هي النتيجة إذا صدقت هذا التفكير؟


3. إعادة الهيكلة المعرفية

هي عملية قلب التفكير من "أنا فاشل" إلى "مررت بتجربة فشل، لكنها  وعتني، ليست إيجابية ساذجة، بل عقلانية متوازنة.

4. تغيير السلوكيات

لأن السلوك يرسخ التفكير، فإن تغييره يدعم التغيير الداخلي.

 ومن أشهر التقنيات المستخدمة:


التعرض التدريجي: إذا كنت تخاف من التحدث أمام الآخرين، تبدأ بتجربة صغيرة ثم أكبر.

التمرين على حل المشكلات: تواجه المواقف بدل أن تهرب منها.

الاسترخاء: مثل تمارين التنفس أو التأمل لتقليل التوتر.

التنشيط السلوكي: عندما تكون مكتئب، آخر شيء تريد فعله هو النشاط، لكنه أول شيء تحتاجه.



ثالثاً: إنهاء العلاج، و لكن ليس النهاية


تقييم التقدم مع الوقت و تتبع مع معالجك ما تحقق:

هل انخفضت نوبات القلق؟
هل أصبحت تتصرف بطريقة مختلفة؟
هل تحسن نومك أو علاقاتك؟


عمل خطة للمستقبل


لأن العلاج لا يمكن أن يستمر للأبد، يتم إعدادك للمرحلة القادمة:

كيف تطبق المهارات وحدك؟
ماذا تفعل إذا عادت الأعراض؟
كيف تعرف أنك بحاجة لمراجعة سريعة لاحقاً؟


الوقاية من الانتكاس


هنا يكمن السر ليس المهم أن تتحسن فقط، بل أن تحافظ على تحسنك بحيث تتعلم التعرف على إشارات الخطر المبكرة، وترد عليها بسرعة، قبل أن تتحوّل إلى أزمة.



أهم التمارين المستخدمة في جلسات CBT


سجل الأفكار اليومية: دفتر بسيط تكتب فيه موقفك، فكرتك، شعورك، وسلوكك. يساعدك على ملاحظة النمط.

تجارب سلوكية: مثل أن تذهب وحدك لمكان كنت تخاف منه، لتكتشف أنك أقوى مما كنت تعتقد.

لعب الأدوار: تتدرب مع المعالج على مواقف حقيقية، كأن تتعلم كيف ترفض طلب أو تعبر عن رأيك.

واجبات منزلية: لا تقلق، ليست واجبات مدرسية، بل تمارين واقعية تطبقها بين الجلسات.




نصائح مهمة قبل دخول جلسات العلاج السلوكي المعرفي 


1. فكر مسبقاً في هدفك من الجلسات.
2. كن صادق حتى في الأمور التي تخجل منها.
3. اسأل الأسئة، المعالج ليس مرشد صامت.
4. طبق ما تتعلمه في الجلسات، في روتين حياتك اليومي.
5. اصبر على النتائج، التحسن النفسي رحلة وليس كبسة زر.


تعليقات