الذكاء العاطفي المهارة التي تُحدث فرقاً يفوق الشهادات العليا


الذكاء العاطفي المهارة التي تُحدث فرقاً لا يفوق الشهادات العليا


لماذا قد يتفوق من لا يحمل أعلى الدرجات؟في الحياة العملية، لا يكفي أن تكون الأذكى أكاديمياً أو الأعلى تعليمياً، كم مرة صادفت شخصًا بذكاء لافت لكن علاقاته مضطربة؟ أو رأيت موظفاً لا يملك مؤهلاً عالياً لكنه محبوب وناجح في عمله؟

السر غالباً لا يتعلق بما تعرفه، بل بكيف تتعامل مع نفسك و الآخرين.

تشير دراسات عديدة، من بينها واحدة شهيرة لجامعة هارفارد، إلى أن:

الذكاء العقلي (IQ) يسهم بنسبة 20% فقط في النجاح، بينما الذكاء العاطفي (EQ) مسؤول عن النسبة الأكبر: 80%.

فما هو هذا الذكاء العاطفي؟ ولماذا يلعب هذا الدور الكبير؟ وكيف يمكن اكتسابه أو تقويته؟


ما هو الذكاء العاطفي بالضبط؟

الذكاء العاطفي هو قدرتك على فهم مشاعرك والتعامل معها، ومعرفة كيف يشعر من حولك و التفاعل معهم بطريقة مرنة وفعالة.
وقد لخصه عالم النفس "دانيال جولمان" في خمس مهارات أساسية:

الوعي الذاتي

أن تدرك ما تشعر به في اللحظة الحالية، وتعرف السبب خلف ذلك الشعور.

ضبط النفس

أن لا تكون ردود أفعالك عشوائية أو حادة، بل مدروسة و متزنة .

التحفيز الذاتي

أن تواصل التقدم حتى في الفترات الصعبة، دون حاجة دائمة لمن يدفعك.

التعاطف

أن تضع نفسك مكان الآخرين، وتحاول فهم مشاعرهم دون أن تحكم عليهم.

المهارات الاجتماعية

أن تُحسن التواصل، وتبني علاقات متوازنة، وتعرف كيف تحل الخلافات دون صدام .


الذكاء العاطفي المهارة التي تُحدث فرقاً لا يفوق الشهادات العليا


كيف يؤثر الذكاء العاطفي على حياتك؟

1. في العمل: النجاح لا يعتمد فقط على الكفاءة

كثير من الشركات الكبرى لا تبحث فقط عن الشخص صاحب السيرة الذاتية الأقوى، بل عن من يمتلك مهارات تواصل وذكاء عاطفي.
بحسب دراسة من جامعة ستانفورد، 93% من الموظفين الذين يحققون أداءً مرتفعاً يملكون مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي.

2. في العلاقات: فهم المشاعر يبني روابط أعمق

الشخص الذي يفهم نفسه والآخرين، قادر على بناء علاقات عاطفية وعائلية أكثر استقراراً .
في العلاقات الزوجية مثلاً، أظهرت أبحاث أن الأزواج الذين يتمتعون بذكاء عاطفي جيد، لديهم قدرة أعلى على حل الخلافات بطريقة هادئة وفعالة.

3. في الصحة النفسية: درع ضد التوتر

من يدير مشاعره بوعي يكون أقل عرضة للاكتئاب أو نوبات القلق.
فبدلاً من التفاعل المفرط أو الإنكار، يمتلك أدوات للتعامل مع الضغط بطريقة صحية.
هذه المرونة النفسية أصبحت اليوم ضرورة، لا ترفاً .


متى تعرف أن ذكائك العاطفي يحتاج تقوية؟

  • إذا كنت تنفعل بسرعة ثم تندم لاحقاً .
  • إذا وجدت صعوبة في فهم تصرفات ومشاعر الآخرين .
  • إذا كنت تكره المواجهات و تفضل السكوت دائماً .
  • إذا شعرت أنك بحاجة دائمة لتحفيز خارجي .
  • إذا لاحظت أن علاقاتك دائماً تنتهي بتوتر أو جفاء .

كل هذه مؤشرات شائعة، ولا تعني ضعفاً دائماً، فالذكاء العاطفي ليس فطرياً فقط، بل مهارة قابلة للتطوير والتعلم.


خطوات عملية لتقوية ذكائك العاطفي

1. درب نفسك على الوعي بالمشاعر

  • خذ لحظة كل يوم واسأل نفسك: ما الذي أشعر به الآن؟ ولماذا؟
  • كتابة اليوميات أداة فعالة تساعدك على ملاحظة أنماط مشاعرك.

2. لا ترد مباشرة خذ نفساً و امهل نفسك وقتاً

  • عند التعرض لموقف مزعج، حاول أن تتنفس بعمق قبل الرد.
  • قاعدة "العشر ثواني" قبل التفاعل قد تحميك من رد فعل تندم عليه لاحقاً.

3. مارس التعاطف بشكل يومي

  • اجعل من عادة "وضع نفسك مكان الآخر" جزء من تفكيرك.
  • لا تتسرع في الحكم، بل اسأل نفسك : ماذا لو كنت في نفس الظروف؟

4. طور مهارات التواصل

  • استمع دون أن تقاطع، لا تُفكر في الرد أثناء الحديث، بل ركز على الفهم.
  • انتبه لنبرة صوتك، لغة جسدك، ونظراتك، هذه التفاصيل تترك أثر يفوق الكلمات.

5. لا تتهرب من الخلافات تعلم أن تديرها

  • الخلاف لا يعني نهاية العلاقة، بل فرصة لفهم أعمق.
  • وجه تركيزك نحو إيجاد حلول لا إثبات من المخطئ.



هل الذكاء العاطفي مهم في زمن التكنولوجيا؟

مع صعود الذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة للذكاء العاطفي.
الآلة تستطيع إنجاز المهام، لكنها لا تستطيع الإحساس أو التعاطف أو بناء علاقات.
لهذا بدأت كبرى الشركات تعتمد على اختبارات الذكاء العاطفي كجزء من التوظيف، وتعتبره عنصر أساسي في تقييم الأداء .


تعليقات